لم يكن ينوي الرحيل
يقف برجليه العاريتين على طرف سور سطح منزلُه ، كل أصابع قدميه خارج هذا المبني ، فقط كعبيه سَكَنا داخل محيط المبني... رافع رأسه مغمض عينيه مبتسم وكأنه وُلِد هكذا...
مُتحدياً للجاذبية وكأنه طائر يُحلّق في سماء المدينه ، ينظر عالياً رافضاً النظر إلي أسفل حيث تكتُلات الطوب الأحمر و الخرسانة المبنية ليسكنها العبيد .
كان يحلق بعيداً.. يتبعه نَظَر العبيد بتعجُب وكأنه مسخ أو طفل رضيع مريض، فالبعض خائف والبعض يشعرون بالأسف.
عارياً تماماً إلّا من بنطلونه الجينز المهلهل من كعب رجليه ، ماسكا تلك الزجاجة المقدسة فقط يمتلئ ربعها بالفودكا المباركه من شيطانه الأعظم.
كان يستمع للّا شئ ، فقط بعض الهمس -همسُه- ، كان ترديدُه لأغنيه كانت توصل لأذنيه عبر سلك موصول بهاتفه.
كانت اغنيته المفضلة لأميمة خليل التي لم يشعر اصدقائه بالراحة لاستماعها، عكسُه تماماً.. ليه !!
--------------
فقط هو صاحب السيطرة على كل شئ الآن... همسهُ الذي يجول الآن في هذا الكون فقط، منظر السماء بما فيها من نقط مضيئة على شكل نجوم وسحب رمادية اللون صغيرة الحجم تسير ببطء كالسلحفاه تغطي أطراف القمر الذي اتخذ الهلال الآن شكلاُ له.
يشعر بنشوة غريبة لأول مرة تشبه انتصاره في بطولاته ، لا يرى شئ سئ الآن، فقط يرى العالم هذة اللحظة.
لم يكن ينوي فعل شئ قط.. ترك نفسه لكل ماكتب علينا صاحب هذه الأرض، فقط هذه الجاذبية الحمقاء التي أفسَدَت عليه تلك اللحظة.. فبعدما ارتفعَت عالياً 50 متراً فاتحة فمها الكريه، مُخرجة لسانها الطويل حوله كي تمتلكه و تسقطه معها لقرارٍ .
لم يجزع ولم يخف.. لم يشعر بشئ سوى... لم يكن ينوي الرحيل !
الثلاثاء، 7 فبراير 2012
لم يكن ينوي الرحيل
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)